قائد محور في قبضة الجيش ومطلوب «دي روي» قتيلاً
أنطوان عامرية
Monday, 21-Jul-2014 00:21
برَز تطوّران أمنيّان في طرابلس أمس بتوقيف أحد قادة المحاور حسام الصبّاغ، ومقتل المطلوب في ملف التفجير في فندق «دي روي» في بيروت، منذر الحسن بعد دَهمه.
عاشَ أبناء طرابلس ليلةَ رعب من عودة الإقتتال هذه المرّة بين أنصار أحد قادة المحاور الموقوف حسام الصباغ من جهة، والقوى الأمنية من جهة أُخرى إثر توقيف الصبّاغ.

وسُجِّل ظهور مسلح في محيط سوق العريض، وتبادل عناصر الجيش النار مع مسلّحين من شارع سوريا، بعد محاولة المسلّحين قطع الطريق الدولي الذي يربط طرابلس بعكار إحتجاجاً على توقيف الصباغ وإسماعيل.

وكانت ساحات أبي سمراء ومستديرة المولوي وحي الشلفة ومنطقة الخناق، حيث يسكن الصباغ، قد إمتلأت بالمسلحين إثر توقيف الصباغ على حاجز لمخابرات الجيش على طلعة المنار.

تجدر الإشارة الى أنّ الصباغ من منطقة باب التبانة ويسكن في أبي سمراء وهو ملتزم دينياً. عاد الى طرابلس خلال العام 2011 بعد مشاركته في معارك الى جانب «القاعدة» في أفغانستان والعراق.

وبدأ بالظهور من خلال ما يسمّى «قادة المحاور» الى جانب زياد علوكة وسعد المصري وعامر أريش خصوصاً بعد توقيف جهاز الأمن العام شادي المولوي. ودخل بقوة على خط المعارك بين جبل محسن وباب التبانة حتى أنه تسلم ميدانياً الجولة ما قبل الأخيرة وبات صاحب القرار فيها.

وذاع صيت الصبّاغ منذ نحو عام ونصف العام بعد إنشائه مركزاً في شارع الحموي في منطقة التبانة «لمساعدة الفقراء في المنطقة وتلبية حاجاتهم المعيشية والصحية». وتشير بعض المعلومات الى أنه لا يحمل شهادات شرعية ولا مدنية وتأثر بالتيار السلفي خلال وجوده في أوستراليا لينتقل بعدها الى صفوف «الجماعة الإسلامية» ثم الى «القاعدة».

وأعلنت قيادة الجيش أنّ حاجزاً تابعاً للجيش اللبناني في محلة طلعة المنار أوقف حسام عبد الله الصباغ المطلوب بمذكرات توقيف عدة لقيامه بأعمال إرهابية وبرفقته محمد علي إسماعيل إسماعيل، وسلّم الموقوفان الى المراجع المختصة وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص.

وفجراً تداعت هيئة العلماء المسلمين التي كان الصباغ يواكب اجتماعاتها الدورية الى إجتماع طارئ، إعتبرت خلاله أنّ توقيفه جاء في غير وقته خصوصاً أنه لم يكن متوارياً عن الأنظار طوال الفترة الماضية وقد شارك في إعتصامات أهالي الموقوفين الأخيرة.

وأكد المجتمعون أنّ المشاورات مستمرّة لتهدئة الأوضاع والدعوة الى الضغط بطريقة سلمية للإفراج عنه. من جهته، أكد رئيس تيار «القرار اللبناني» الوزير والنائب السابق طلال المرعبي أنّ الخطة الأمنية في طرابلس والشمال لا تزال مستمرة وعلى جميع المواطنين التعاون مع القوى الأمنية، وعلى السلطات القضائية تسريع محاكمة جميع الموقوفين وإخلاء سبيل مَن لا يثبت في حقه إرتكابات جنائية.

الى ذلك، أصدر الشيخ خالد حبلص بياناً بإسم أهالي الموقوفين حذَّر فيه المسؤولين من التمادي في الظلم، وكرَّر حملته على تيار «المستقبل»، معتبراً أنّ توقيف الصباغ «يأتي في سياق التطاول على أهل السُنّة».

دهم الحسن

توازياً، دهَمت وحدة من فرع المعلومات شقة في مجمع «السيتي كومبلكس»، حيث يسكن منذر الحسن المطلوب بمذكرات توقيف عدّة على خلفية مشاركته مع مرتكبي تفجير أوتيل «دي روي» في بيروت، فقُتل نتيجة تبادل إطلاق النار.

وفي التفاصيل أنّ وحدة من شعبة المعلومات كانت تراقب المنزل، ولدى مشاهدة الحسن أمام المصرف القريب حاولت القبض عليه لكنّه دخل مجمّع «السيتي كومبلاكس» في إتجاه شقته، في حين أطلق بعض الشبان الرصاص ورمى الحسن ثلاث قنابل في إتجاه القوى الأمنية فجُرح أربعة عسكريين، وعلى الأثر فجَّرت القوة مدخل المنزل فقُتل الحسن، وتمكنت القوة من القبض على الشابين الذين سانداه.

وأعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أنّه نتيجة المتابعة والرصد وفي مدينة طرابلس ـ طريق الميناء، حدَّدت شعبة المعلومات مكان وجود المطلوب بجرم إرهاب م. ح. (مواليد 1990، لبناني)، وذلك في شقة من الطبقة التاسعة في مجمّع الـ city complex لارتباطه الوثيق بالارهابيين والانتحاريين الذين تمّ توقيفهم أخيراً في الفنادق وفي بعض المناطق اللبنانية.

وأضافت أنّه ليل 19 ـ 20 تموز الجاري وبناء لإشارة القضاء المختص، حاصرت قوة من الشعبة المطلوب في الشقة، وبدأت بمفاوضة طويلة بمشاركة إحدى قريباته، لتسليم نفسه إلّا أنه رفض الاستسلام، وأطلق النار والرمانات اليدوية في اتجاه القوة التي ردَّت بالمثل، ما أدى الى مقتله وجرح 4 عناصر من القوة الداهمة جروحاً طفيفة.

وأكّدت مصادر أمنيّة لـ»الجمهورية» أنّ مقتل الحسن لم يترك تداعيات مباشرة على أمن المدينة، معتبرة أنّ «تداعيات هذه القضية ستظهر في الأيام المقبلة وأنّ القوى الأمنية المعنية تُراقب مجموعات مسلّحة كانت على علاقة بالحسن لكنّها غير مرتبطة به إلّا من منطلق قدرته على توفير المتفجّرات والأحزمة الناسفة»، لافتة إلى أنّه «تعاطى مع مجموعات أوقفت وأخرى لا تزال قيد الملاحقة».

الأكثر قراءة